تحقيق صحفي مع صحيفة حصاد 24 حول فتح المعبر الدولي بين المغرب وموريتانيا

ادارة النشر27 فبراير 2025آخر تحديث :
تحقيق صحفي مع صحيفة حصاد 24 حول فتح المعبر الدولي بين المغرب وموريتانيا

حوار مع المستشار الدكتور حسن بن ثابت، المبعوث الخاص لدى المحكمة الدولية لتسوية المنازعات

حصاد 24: في خطوة استراتيجية تفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين المملكة المغربية وجمهورية موريتانيا، تم الإعلان عن فتح معبر دولي يربط بين مدينة السمارة جنوب المملكة ومدينة بير أمكرين شمال موريتانيا، مرورًا بمنطقة أمغالة. للحديث عن هذه المبادرة الهامة، كان لنا حوار خاص مع سعادة المستشار الدكتور حسن بن ثابت، المبعوث الخاص لدى المحكمة الدولية لتسوية المنازعات والمكلف بملف الصحراء، الذي أبدى تفاؤله الكبير بهذا المشروع وأثره الإيجابي على المنطقة.

حصاد 24: كيف ترون فتح المعبر الدولي بين المملكة المغربية وجمهورية موريتانيا؟ وما هي أهميته في السياق الإقليمي والدولي؟

سعادة المستشار حسن بن ثابت: أولًا، يُعتبر هذا المعبر خطوة محورية في تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية موريتانيا. من الناحية الاقتصادية، فإن هذا المعبر سيسهم بشكل فعّال في تحفيز التبادل التجاري بين البلدين، مما يفتح أبوابًا جديدة أمام الاستثمار الدولي. ومن الناحية الجغرافية، سيُسهم المعبر في تقريب المسافات بين منطقتين استراتيجيتين، وهو ما سيوفر فرصًا كبيرة للتعاون في مجالات متعددة مثل التجارة، والنقل، والتنمية.

هذا المعبر سيعمل أيضًا على تعزيز الاستقرار الإقليمي، وهو جزء من جهود واسعة النطاق لتحقيق السلام الدائم والتعاون المشترك بين دول المنطقة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.

حصاد 24: كيف سيؤثر هذا المعبر على المورد البشري في الأقاليم الجنوبية للمملكة؟

سعادة المستشار حسن بن ثابت: إن هذا المشروع سيعود بالنفع الكبير على المورد البشري في الأقاليم الجنوبية، حيث ستتاح فرص جديدة لرفع مستوى التنمية البشرية. من خلال تشجيع الاستثمار الدولي في المنطقة، سيتم خلق فرص عمل جديدة ومتنوعة، مما سيُسهم في تعزيز مهارات الشباب المحلي.

إضافة إلى ذلك، فإن هذا المعبر سيوفر فرصًا لتطوير التدريب والتعليم المهني بما يتماشى مع احتياجات السوق العالمي. وبالتالي، ستكون الأقاليم الجنوبية في موقع جيد للاستفادة من هذه الفرص، مما سيؤدي إلى نمو القطاع الخاص في هذه المناطق.

حصاد 24: هل تعتقدون أن فتح المعبر الدولي يمكن أن يكون محفزًا لبناء سلام دائم في المنطقة؟

سعادة المستشار حسن بن ثابت: بالتأكيد، المعبر الدولي يمثل أكثر من مجرد ممر تجاري؛ إنه جسر للتعاون يربط بين الناس ويعزز الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين الدول. من خلال هذه المشاريع التعاونية العابرة للحدود، نساهم في بناء بيئة مواتية لـ السلام المستدام في المنطقة.

إن فتح قنوات التعاون والتبادل التجاري يعزز الاستقرار السياسي ويقلل من التوترات. كما أن المبادرات مثل هذه تساهم في تقوية العلاقات بين الشعوب، مما يجعلها أقل عرضة للتحديات السياسية. ولذلك، يُعد هذا المعبر خطوة إضافية نحو السلام والتنمية المستدامة في المنطقة.

حصاد 24: كيف يمكن تعظيم الفائدة من هذا المعبر على المدى الطويل؟

سعادة المستشار حسن بن ثابت: لتعظيم الفائدة من هذا المعبر على المدى الطويل، يجب أن يكون هناك تنسيق استراتيجي بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المؤسسات الحكومية، القطاع الخاص، والمجتمع المدني. ينبغي أيضًا أن يُواكب فتح المعبر استثمارات في البنية التحتية، مثل تطوير الطرق، والموانئ، والمرافق اللوجستية، لضمان أن يكون المعبر فعّالًا في تسهيل حركة البضائع والأفراد.

من الضروري أيضًا تطوير آليات تعليمية وتدريبية للمجتمع المحلي، بحيث يكون لديهم القدرة على الاستفادة من الفرص الاقتصادية التي سيوفرها هذا المشروع. هذا سيساهم في خلق بيئة مواتية للاستثمار ويعزز من مشاركة الشباب في المشاريع التنموية، وهو ما سينعكس إيجابًا على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.

حصاد 24: في الختام، ما هي رؤيتكم لمستقبل التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية موريتانيا في هذا السياق؟

سعادة المستشار حسن بن ثابت: المستقبل يبدو مبشرًا بتوسيع التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية موريتانيا، ليس فقط في المجال التجاري، بل أيضًا في مجالات البحث العلمي، التكنولوجيا، والبيئة. إن فتح هذا المعبر هو مجرد بداية، ويمكن أن يُفتح المجال لمشاريع مشتركة أخرى في المستقبل، مما يعزز التكامل الإقليمي ويُسهم في تحقيق السلام المستدام والتنمية المستدامة في المنطقة. نحن على ثقة تامة أن هذه المبادرات ستفتح أبوابًا جديدة للتعاون بين الشعبين، وستكون نموذجًا يُحتذى به في المنطقة والعالم.

حصاد 24: شكرًا جزيلاً لكم، سعادة المستشار، على هذا الحوار المتميز.

سعادة المستشار حسن بن ثابت: الشكر لكم، وأتمنى أن تساهم هذه المبادرة في تحقيق أهداف التنمية والسلام في المنطقة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة