متابعة /لطيفة الطويلب
تحولت آمال ساكنة أولاد تايمة في تحسين الخدمات الصحية إلى كابوس يومي مع مستشفى القرب الذي أضحى رمزاً للتهميش والإهمال. هذا المستشفى، الذي يفترض أن يكون ملاذاً آمناً للمرضى، بات يمثل نقطة سوداء في حياة المواطنين، إذ يعاني من غياب المهنية، وانتشار المحسوبية، وانعدام الموارد الضرورية لتقديم خدمات صحية لائقة.
وسط هذا الواقع المرير، تعالت أصوات الساكنة مراراً عبر احتجاجات وبيانات استنكارية، لكن دون جدوى. الوضع داخل المستشفى لا يعكس سوى حالة من الفوضى، حيث يمارس بعض العاملين مهاماً تتجاوز اختصاصاتهم، بينما يترك آخرون وظائفهم الأساسية ليعملوا في مؤسسات خاصة، تاركين المرضى يعانون من نقص الرعاية.
إلى جانب ذلك، يشكو المواطنون من سلوكيات لا تمت للإنسانية بصلة، مثل منع بعض المرضى من الدخول بسبب مواقفهم أو انتقاداتهم للأوضاع المزرية. هذا التعامل يكرس الإحساس بالظلم والاحتقار، ويزيد من الهوة بين الساكنة والجهات المسؤولة.
كما أن اللجوء إلى الشكايات الكيدية لتكميم الأفواه يضيف بُعداً جديداً لهذه المأساة، حيث يجد بعض المواطنين أنفسهم مهددين بالسجن بسبب تعبيرهم عن استيائهم من الوضع الصحي المتردي. في الوقت نفسه، يستمر نقص المعدات والموارد البشرية في جعل التشخيص الطبي مجرد تقديرات شفوية، ما يزيد من تفاقم الأوضاع.
وسط هذا المشهد القاتم، تبدو الساكنة وكأنها في مواجهة غير متكافئة مع نظام صحي لا يعيرها اهتماماً. ومع غياب أي بوادر حقيقية للإصلاح، يبقى الأمل الوحيد في استيقاظ ضمير المسؤولين والعمل على إنقاذ هذا المستشفى الذي تحول إلى مصدر للمعاناة بدلاً من أن يكون مكاناً للرعاية الصحية