غريبٌ أمر هذا الجار.. رب شر عملناه فجزاه الله بنا ورب خير عمله فجزاه الله بنا

ادارة النشر15 أبريل 2025آخر تحديث :
غريبٌ أمر هذا الجار.. رب شر عملناه فجزاه الله بنا ورب خير عمله فجزاه الله بنا

ادريس طيطي / القنيطرة

غريبٌ أمر هذا الجار، يشق الطرق بملايين لا تأكلها النيران، فقط ليستقطب مرتزقة تعيش على حساب شعبٍ غارق في الوحل، ينتقل من طابور إلى طابور، باحثًا عن أبسط مقومات العيش، مواد من المفترض أن تكون وفيرة!

غريبٌ أمر هذا الجار، الذي جرّنا سنواتٍ طوال إلى متاهات لا طائل منها، متاهات كنا في غنى عنها نحن وهو معًا.

غريبٌ أمره، يقتطع من تاريخنا ما شاء، وينسبه لنفسه أمام أعين العالم، عالم يسخر منه في الخفاء، وهو لا يدري… أو يدري ويتباهى، رغم علمه -وعلمهم- أنه لا يملك من ذلك شيئًا.

غريبٌ أمر هذا الجار، بلدٌ غني، وشعب فقير. التصق بنا كالعلك، لا هو مضى، ولا تركنا نمضي، يعطل خطواتنا نحو الصفوف الأمامية، لا لشيء، فقط لأنه فشل في اللحاق بنا. وكأنه يردد: “عليّ وعلى أعدائي!”

غريبٌ أمر هذا الجار… بدل أن نتصافح في سباق نحو التنمية، الازدهار، الصناعة، الطاقة النووية، والابتكار… جلسنا نتجادل في الزليج، والكسكس، والقفطان… لنا أم لهم؟!

غريبٌ أمر هذا الابتلاء… رب شر عملناه فجزاه الله بنا ورب خير عمله فجزاه الله بنا.

ولربّما في يوم ما، نصحو لنجد العالم قد استوطن كوكبًا آخر، ونحن والجار “المعتوه”، لا نزال نختلف حول الأكل واللباس والزليج… لمن يعود.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة