انعقدت يوم 18 مارس 2025 أشغال الدورة الثانية والعشرين للمجلس الإداري للوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان، برئاسة السيد رضا كنون، المفتش العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة. شكل هذا اللقاء فرصة محورية لاستعراض حصيلة العمل الممتدة لأكثر من ربع قرن، ومناقشة التحديات المستقبلية في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.
التخطيط العمراني في سياق التحولات الوطنية
افتتح السيد المفتش العام الجلسة بتأكيده على أهمية الوكالات الحضرية كرافعة أساسية لتنزيل السياسات العمومية في مجال التعمير. وشدد على أن تطوير الحكامة الجيدة والتخطيط التشاركي يندرجان في إطار رؤية شاملة لتحقيق تنمية عمرانية متوازنة تستجيب لمتطلبات المواطنين والمستثمرين على حد سواء. كما أشار إلى ضرورة تعزيز التنسيق بين الفاعلين لضمان تكامل السياسات العمومية، خاصة في ظل ورش الجهوية المتقدمة والميثاق الجديد للاستثمار، اللذين يعتبران من المرتكزات الأساسية للنهوض بالمجالات الترابية.
حصيلة العمل: أرقام وإنجازات
قدمت السيدة ناهد حمتامي، مديرة الوكالة الحضرية، تقريرًا مفصلًا حول أداء المؤسسة خلال الفترة 2023-2024، حيث تم تحقيق مجموعة من الإنجازات المهمة، من بينها:
✔ تغطية 87% من المجال بوثائق التعمير، مما ساهم في فتح 11,400 هكتار للتوسع العمراني.
✔ إعداد 19 دراسة للتأهيل الحضري وإعادة الهيكلة، شملت 670 هكتارًا من المجالات الحضرية.
✔ معالجة أكثر من 13,000 ملف طلب ترخيص، بمعدل قبول بلغ 84%.
✔ إدماج 511 دوارًا في إطار تأطير البناء القروي، ومعالجة 260 طلب رخصة تسوية.
✔ تسجيل أكثر من 7200 طلب في إطار برنامج الدعم المباشر للسكن، الذي يهدف إلى تحسين الولوج إلى السكن اللائق.
✔ إطلاق خدمات رقمية حديثة، من بينها نشر 65 وثيقة تعمير مصادق عليها على منصة Taamir.gov.ma، إلى جانب توفير خدمة مذكرة المعلومات التعميرية الرقمية.
شراكات استراتيجية لتعزيز التنمية المجالية
لم يقتصر الاجتماع على تقييم الأداء، بل شكل أيضًا محطة لإبرام اتفاقيات تعاون جديدة تهدف إلى تعزيز البحث العلمي وتطوير أدوات التخطيط العمراني. تم التوقيع على شراكات مع:
– المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، لتطوير حلول تقنية مبتكرة في مجال التعمير.
– المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط، بهدف تحليل البيانات العمرانية وتوجيه السياسات التعميرية وفق معطيات دقيقة.
تحديات المستقبل ورهانات التنمية المستدامة
رغم المنجزات المحققة، فإن الوكالة الحضرية تواجه تحديات كبرى تتعلق بتزايد الطلب على السكن، وضرورة تحقيق عدالة مجالية بين المناطق الحضرية والقروية، إضافة إلى تعزيز الجاذبية الاستثمارية. كما أن تسريع وتيرة الرقمنة وتبسيط المساطر الإدارية يظل من المحاور الأساسية لضمان نجاعة التدبير العمومي في هذا المجال.
خاتمة
اختُتمت أشغال المجلس بالتأكيد على التزام الوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان بمواصلة العمل على تحسين جودة التخطيط العمراني، وتعزيز التنمية المستدامة، في إطار رؤية شمولية تتماشى مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها المملكة.
