محمد زيات / القنيطرة
رواية “ريان أيقونة الألم” للكاتب المسرحي سعيد غزالة تتناول مأساة الطفل ريان الذي سقط في بئر ضيق بعمق يزيد عن 30 مترًا، وظل عالقًا فيه لمدة خمسة أيام قبل أن تُعلن وفاته. يستعرض الكاتب هذه الحادثة بأسلوب سردي مميز حيث يعتمد على تقنية المونولوج الداخلي، مما يعزز من عمق التجربة الإنسانية التي عاشها ريان.
تتميز الرواية بتوظيف الرمزية، حيث يربط الكاتب بين ريان وأسطورة بروميتيوس في الأدب العربي، ليظهر ريان كطفل صغير محاصر بالتراب في حفرة ضيقة، مما يعكس صورة مؤلمة تختلف عن الصورة التقليدية لبروميتيوس المقيد بالسلاسل. هذا التناول يبرز الألم الجسدي والنفسي الذي عانى منه ريان، ويظهر التفاعل الإنساني والتعاطف الواسع مع محبيه.
كما أن تقسيم الرواية إلى 40 فصلًا ليس اعتباطيًا، فالعدد 40 له دلالات رمزية في العديد من الثقافات، حيث يرتبط بفترات الحزن والتجديد. هذا التوظيف يعزز من البعد الرمزي للرواية، ويعمق من فهم القارئ للأبعاد الثقافية والدينية المرتبطة بالعدد.
من خلال هذه الرواية، يظهر سعيد غزالة قدرة الأدب على تحويل الأحداث الراهنة إلى تجارب إنسانية تلامس القلوب، وتثير التأمل والتفكير في معاني الحياة والموت والتضامن الإنساني.
رواية “ريان أيقونة الألم” هي عمل أدبي صدر سنة 2022، كما تم ذكره، وتتناول مأساة الطفل ريان الذي سقط في بئر عميق في منطقة شفشاون شمال المغرب، حيث تابعه العالم لمدة خمسة أيام قبل الإعلان عن وفاته في مشهد هز قلوب الملايين، من بينهم كاتب الرواية سعيد غزالة.
ما يميز الرواية عن غيرها هو أنها ليست مجرد رواية توثيقية، بل هي عمل أدبي يتجاوز الحدث الواقعي، مُصاغ بأسلوب إنساني وفلسفي. استخدام الكاتب لتقنية المونولوج الداخلي يمكننا من أن نعيش في عالم نتخيل فيه ريان يحدث نفسه داخل البئر، فيسرد مشاعره ومخاوفه وخيالاته. كما أن الرواية مقسمة إلى 40 فصلًا، وهو رقم يعكس الحزن والفقدان، ويُستخدم كثيرًا في الطقوس الدينية والثقافية.
الرواية تحمل أبعادًا رمزية عميقة، حيث يقدم ريان كرمز للبراءة والألم والمعاناة. إذًا، ما هو الهدف من الرواية لكاتب مسرحي؟ سعيد غزالة لم يكتب “ريان أيقونة الألم” كحادثة وقعت في شمال المغرب، بل أراد أن يحول الألم الجماعي إلى نص أدبي يحمل رسالة إنسانية تعبّر عن الحزن، لكنه يخلّد ذكرى الطفل في وجدان الناس بطريقة فنية مرثرة ،وتبرز القيم الإنسانية المشتركة التي تجمعنا في مواجهة المٱسي