لطيفة الطويلب /الحصاد24
وسط تضاريس قاسية وشمس حارقة، يقطع عشرات التلاميذ والتلميذات المنحدرين من هوامش مدينة وجماعة تازناخت التابعة لإقليم ورزازات، يوميًا، مسافات تتجاوز 10 كيلومترات مشيًا على الأقدام، فقط من أجل الوصول إلى مقاعد الدراسة بالثانوية الإعدادية مولاي إدريس الأول.
حقائبهم الثقيلة وأجسادهم الصغيرة لا تصمد طويلاً أمام وعورة الطريق وحرارة الشمس، لكن عزيمتهم في طلب العلم تُقاوم كل الصعوبات، على أمل أن يصادفوا في طريقهم من يمد لهم يد المساعدة، بسيارة تقلّهم أو كلمة تشجيع تخفف عنهم عناء الطريق.
المشهد يتكرر كل صباح، في صمت محزن، ووسط غياب تام لأي تدخل من الجهات المسؤولة لتوفير نقل مدرسي يليق بهؤلاء التلاميذ، ويحفظ كرامتهم، ويقيهم من الانقطاع عن الدراسة، خاصة وأن الكثيرين منهم يفكرون في ترك مقاعدهم الدراسية تحت ضغط هذه المعاناة اليومية.
رغم أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أضحت فاعلاً أساسياً في دعم مشاريع النقل المدرسي لمحاربة الهدر المدرسي في مناطق متعددة من المملكة، إلا أن ساكنة تازناخت ترى أن نصيب منطقتهم من هذه المبادرات ما يزال شحيحًا، إن لم يكن منعدمًا.
من قلب المعاناة، ترفع أسر التلاميذ وفعاليات المجتمع المدني بالمنطقة نداءً إلى عامل صاحب الجلالة على إقليم ورزازات، مطالبة بالتدخل العاجل لتمكين هؤلاء الأطفال من حقهم الدستوري في التعليم، عبر توفير وسائل نقل مدرسية تليق بكرامتهم، وتُخفّف من معاناتهم اليومية، التي قد تقضي على أحلامهم وطموحاتهم في مهدها.
إنها صرخة من الهامش، تحتاج فقط من يصغي إليها، قبل أن يُضاف هؤلاء التلاميذ إلى قائمة ضحايا الهدر المدرسي… لا لشيء سوى لأنهم وُلدوا في الجغرافيا الخطأ