لطيفة الطويلب /اكادير
تعيش عدة مناطق حيوية بجهة سوس ماسة، وعلى رأسها تغازوت، تكوين، تراست، الدشيرة، بنسركاو، دراركة، جرف، تمسية، وبعض الأحياء التابعة لمدينتي أكادير وإنزكان وآيت ملول، حالة من التوجس والقلق الشديدين، في ظل تصاعد مقلق لظواهر الكريساج والاعتداءات المتكررة بالسلاح الأبيض، وكذا تفشي تجارة الممنوعات والمخدرات، خاصة بعد انقضاء شهر رمضان.
ورغم المبادرات الأمنية المتفرقة، فإن ساكنة هذه الأحياء تؤكد أن الوضع بات لا يُحتمل، وأصبحت السلامة الجسدية والنفسية مهددة بشكل يومي، سواء للمقيمين أو الزوار. هؤلاء المواطنون لم يعودوا يطالبون سوى بشيء واحد: الأمن والأمان.
وفي هذا السياق، رفعت الساكنة أصواتها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ومختلف المنابر، مناشدة المدير العام للأمن الوطني، السيد عبد اللطيف الحموشي، من أجل التدخل الفوري والحازم لتطويق الوضع وشن حملات أمنية مستمرة لتجفيف منابع الإجرام المنتشر في هذه المناطق، الذي يتخذ أشكالاً متعددة، أخطرها اعتراض سبيل المارة بالسلاح الأبيض، والاعتداء الجسدي العنيف، إلى جانب تفشي المهلوسات ومسكر “ماء الحياة” و”القرقوبي” وسط الأحياء.
منصات التواصل وثّقت مؤخرًا فيديو لتدخل بطولي لرئيس الشرطة القضائية بتكوين جواد شعابط، الذي تلقى طعنات غادرة خلال مباشرته لمهمة أمنية ميدانية، استدعت نقله بشكل مستعجل إلى مستشفى الحسن الثاني، ثم إلى مستشفى خاص لتلقي العلاجات الضرورية، في مشهد أثار تعاطفًا واسعًا ودق ناقوس الخطر بشأن ما يواجهه رجال الأمن في الميدان.
أما الساكنة، فتحكي عن اعتداءات مرعبة تتكرر: طعنات في الرأس، قطع أعصاب الأيادي، جروح في الوجه، وطعنات في البطن بلغ بعضها حد خروج الأحشاء. مشاهد صادمة توثقها بعض الكاميرات، إلا أن الخوف من الانتقام يجعل أصحابها يرفضون تسليمها للشرطة، وكذلك الشهود ينسحبون تحت التهديد، ما يعقّد من مهمة المحققين في إثبات الجرم.
يؤكد العديد من سكان هذه المناطق أن الشعور بانعدام الأمن لم يعد محصورًا في فترة الليل فقط، بل حتى في وضح النهار، حيث يتحرك الجناة بكل جرأة، مفضلين الأماكن المعزولة لصيد ضحاياهم، دون اعتبار لأي وازع أخلاقي أو قانوني.
وفي ظل هذا الواقع، تناشد ساكنة تغازوت وتكوين والدشيرة وتراست وباقي الأحياء المتضررة، السيد عبد اللطيف الحموشي، بالتدخل الصارم، وتوفير دوريات أمنية دائمة، وتعزيز حضور عناصر الشرطة في الشوارع والأزقة، لحماية الأرواح وإعادة الثقة في جهاز الأمن الوطني، الذي طالما كان صمام أمان للمواطنين في مختلف ربوع المملكة.