متابعة سفيان عمران
على الرغم من توقف رياضة الرماية بالنبال على المستوى الوطني لأكثر من عام ونصف بسبب مشاكل خارجة عن المصلحة الوطنية، ورغم نقص التنافسية المحلية وغياب المشاركات الدولية التي تعد ضرورية لتحفيز الأداء وتعزيز التكيف النفسي والبدني في مواجهة بطولات المستوى العالي، أظهرت الرماية المدرسية المغربية مستوى لافتًا يعكس الطاقات والإمكانات التي تزخر بها المملكة.
جاءت مشاركة المغرب ممثلة في رامية ورامٍ في “جمنازياد البحرين”، الذي يُعتبر بمثابة أولمبياد مدرسي دولي، حيث يتنافس فيه نخبة من الرياضيين الشباب من مختلف أنحاء العالم.
أداء مميز لهبة زناد شاركت التلميذة هبة زناد، البالغة من العمر 17 عامًا، في مسافة 60 مترًا وحققت المركز الخامس في منافسات الزوجي المختلط الدولي من أصل 32 فريقاً. تمكنت من الفوز بمباراتين ووصلت إلى دور الربع النهائي، حيث خرجت من المنافسة بفارق ضئيل أمام الفريق الذي تأهل للنهائي وأحرز الميدالية الفضية. كانت هبة قريبة جدًا من تحقيق إحدى الميداليات الأربع، لتكتفي في النهاية بالمرتبة الخامسة دوليًا في التصنيف العام للزوجي. في الفردي، واجهت منافسة قوية من لاعبة مصنفة دوليًا في فئة الشباب، والتي تمتلك خبرة واسعة من المشاركة في ثماني بطولات دولية خلال الموسم السابق.
تجربة مشرفة لمحمد طه السعيدي أما الرامي محمد طه السعيدي، الذي يبلغ من العمر 15 عامًا، فقد كانت مشاركته الأولى في مسافة 60 مترًا، حيث اعتاد سابقًا اللعب على مسافة 40 مترًا وفق الفئة العمرية (U15) في المنافسات الدولية. وبرغم التحديات الكبيرة، نجح طه في احتلال المركز السابع عشر في الترتيب العام بعد تحقيق 483 نقطة باستخدام قوس نصف احترافي بصلابة 30 رطلاً.
ورغم تأثير الرياح التي بلغت سرعتها 30 كيلومترًا في الساعة خلال الأيام الأولى من البطولة، واجه طه منافسين أقوياء يمتلكون أقواساً أكثر صلابة تصل إلى 42 رطلاً، إضافة إلى خبرات دولية وتفوق في الأعمار. من بين المنافسين، واجه طه البطل البرازيلي كارفالو كارلوس لازارو، حامل ميداليتين ذهبيتين في بطولة القارة الأمريكية للشباب والذي لم يخسر أي مباراة سابقًا، إلا أن طه أثبت أنه منافس قوي رغم الفوارق الكبيرة.
بشكل عام، عكست هذه المشاركة المغربية في جمنازياد البحرين تطوراً واعداً لأبطال الرماية المدرسية، مع إصرارهم الكبير على الدفاع عن ألوان الوطن.