بقلم ذ/ ادريس طيطي
استغربت كثيرا وانا الاحظ ، اسم شخص أصبح محور نقاش واسع بين المؤيدين والمعارضين. قيل إنه أُحيل إلى الفرقة الوطنية، واحتدم الجدل حوله، حتى بات اسمه يتردد على الألسن ويناقش في التجمعات، كأنه قضية رأي عام.
إذ، دفعني الفضول لأعرف سبب وراء هذه الضجة، توجهت لصفحته متوقعاً أن أجد ما يفيد، ربما نصوصاً أدبية تخاطب ذواقها، أو مقالات فكرية تُغذي العقول، أو حتى نصائح طبية أو وصفات تساهم في رفع الوعي الصحي، أو ربما مجرد ترفيه بسيط يرسم البسمة على وجوه المتابعين .
لكن المفاجأة كانت صادمة: لم أجد سوى محتوى غارق في السب والشتم ولغة هابطة ،ساقطة وماجنة بعيدة كل البعد عن أي قيمة إيجابية أو فكر سليم.
أيعقل!!!!! أن يستحوذ شخص بهذه الأفكار، وهذا المحتوى المتسخ، على اهتمام الرأي العام؟ أيعقل أن تتداول بعض وسائل الإعلام ومرتدي المواقع الإجتماعية اسم شخص بصفات سالفة الذكر ؟ غريب أن نجد من أناس يتحدثون عن هذه القضية كأنها رأي عام ، يناقشونها وكأنها من المواضيع التي تؤرق مجتمعنا وتحتاج إلى حلول.
نعيش اليوم في عصر يتداخل فيه الواقع بالافتراضي، مما يجعل أي تفاهة مرشحة لأن تتحول إلى قضية عامة، يُستنزف فيها الوقت والجهد. لكن علينا أن نتساءل بجدية: هل كل ما يُطرح على الساحة يستحق المتابعة؟ هل نمنح اهتمامنا لما يُثري عقولنا وينفع مجتمعنا أم ننجرّ إلى دوامة من “الضوضاء الفارغة” التي لا تخدم سوى أصحابها، وتضر بجودة النقاش العام؟
إن انجرار البعض وراء هذه المواضيع التافهة يؤكد ضرورة إعادة النظر في اهتماماتنا، والحرص على اختيار ما يعود بالنفع والفائدة علينا كمجتمع. فالرقي لا يأتي من الانغماس في سفاسف الأمور، بل من القدرة على التركيز على ما يحمل قيمة حقيقية ويستحق النقاش.
حين نساهم في شهرة التافهين !!!!
