ادريس طيطي
شهدت مدينة بوزنيقة حدثًا بارزًا في المشهد الفني المغربي، حيث انعقد المؤتمر الوطني الثامن للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية خلال الفترة الممتدة من 31 يناير إلى 2 فبراير 2025. هذا المؤتمر الذي جمع نخبة من مهنيي الفنون الدرامية من مختلف أنحاء البلاد، كان محطةً هامة لمناقشة القضايا الأساسية التي تهم الفنانين المغاربة، وأسفر عن انتخاب الإعلامي والفنان الحسين الشعبي نقيبًا جديدًا، خلفًا للنقيب السابق مسعود بوحسين.
تميزت أشغال المؤتمر بنقاشات حيوية ومستفيضة، حيث تطرقت الجلسات إلى تحديات القطاع الفني وسبل تعزيز الحقوق المهنية والاجتماعية للفنانين. وتمحورت المداخلات حول قضايا محورية مثل تحسين ظروف العمل، تعزيز الحماية الاجتماعية، وتطوير التشريعات المنظمة للمهن الفنية. كما تمت المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، إلى جانب إقرار تعديلات في القانون الأساسي، بهدف تحديث الإطار القانوني للنقابة وجعله أكثر ملاءمة لمتطلبات المرحلة.
وعلى مستوى الانتخابات، جرت عملية التصويت في أجواء ديمقراطية شفافة، حيث اختار المؤتمرون لائحة مكونة من اثني عشر عضوًا لقيادة المكتب الوطني الجديد. أما منصب النقيب، فقد حُسم بالإجماع لصالح الحسين الشعبي، الذي كان المرشح الوحيد، ما يعكس الثقة الكبيرة التي يحظى بها داخل الأوساط النقابية والفنية.
وفي كلمته عقب انتخابه، عبّر الشعبي عن امتنانه لزملائه في النقابة، مؤكدًا التزامه بمواصلة العمل على تحقيق مكتسبات جديدة للفنانين، خاصة فيما يتعلق بالتغطية الصحية، حقوق التأمين الاجتماعي، وإرساء بيئة مهنية عادلة تحفظ كرامة المبدعين. كما شدد على أهمية التعاون مع الفاعلين الثقافيين والمؤسسات الحكومية، بهدف وضع سياسات أكثر إنصافًا للفنان المغربي.
ويأتي هذا الانتخاب في سياق يتسم بتزايد التحديات أمام العاملين في الحقل الفني، ما يفرض على المكتب الجديد تكثيف الجهود لتعزيز مكانة الفنان داخل المنظومة الثقافية والاقتصادية للمغرب. ومن المنتظر أن يشهد القطاع خلال المرحلة المقبلة دينامية جديدة، تقوم على مبادئ الحوار والتفاوض والترافع، سعياً إلى تحقيق مكاسب مهنية ترقى إلى تطلعات الفنانين المغاربة.