ادريس طيطي/ مقال راي
بطبيعة الحال، لا تحركني تعليقات الحاقدين من بعض الجزائريين حول الانجازات التي حققها المغرب في مجال الرياضة، وخاصة هذا الانجاز التاريخي الاخير الذي يتمناه كل بلد في العالم، وهو التتويج بكأس العالم. تعليقاتهم المستفزة لا تهمنا في شيء، لاننا ندرك انها نابعة من حقد دفين وعجز عن تقبل تفوق المغرب وتألقه.
لقد رأينا كيف احتفلت الجزائر كلها لمجرد التأهل الى كأس العالم، بينما المغرب تأهل قبل نهاية الاقصائيات دون ان يخسر اي مباراة، ثم مضى بخطى ثابتة نحو المجد الكروي العالمي. ومع ذلك نجدهم يحاولون التقليل من قيمة هذا الانجاز العظيم، وكأنه لا يستحق الاهتمام، فقط لان صاحبه هو المغرب.
كرة القدم اليوم ليست مجرد لعبة او تسلية، بل اصبحت قطاعا اقتصاديا واستثماريا مهما يساهم في تنمية الدول والتعريف بها عالميا. هذا الفوز جعل المغرب محط انظار العالم، ورفع من قيمته بين الامم، واثبت انه بلد قادر على صناعة المجد والالهام.
لكن ما يحز في النفس حقا ليس ما يصدر عن بعض الجزائريين من حقد وغيرة، بل ما يصدر عن بعض ابنائنا المغاربة الذين يتفاعلون مع تلك الصفحات المسمومة. نراهم يعلقون ويجادلون ويستهزئون بالانجاز المغربي، متبنين خطاب الكراهية والتبخيس، وكأنهم يرددون ما يقوله اولئك الحاقدون.
بعضهم يبرر مواقفه بالقول ان كأس العالم لا تعني شيئا، وان الاولوية يجب ان تكون للتعليم والصحة. وهذا كلام مردود عليه، لاننا جميعا نريد لبلدنا تعليما متطورا وصحة قوية وصناعة وسياحة مزدهرة، لكن لا يمكن ان نضع القطاعات في مواجهة بعضها البعض. فالرياضة بدورها قطاع وطني مهم، له وزارته واستراتيجيته، ويساهم في اشعاع البلاد وتحريك اقتصادها، وهي ايضا وسيلة لترسيخ روح الانتماء والفخر الوطني بين الشباب.
كم من صفحة جزائرية تجندت للهجوم على المغرب وضرب استقراره وتشويه انجازاته. لم نر مثل هذا العدد الهائل من قبل، وقد اصبح شغلها الشاغل هو المغرب، لا لشيء سوى لانه يتقدم ويحقق النجاحات تلو الاخرى، ولان صحراءه تعود اليه باعتراف دولي واسع، ولان مكانته تتعزز على ابواب استحقاقات كبرى ككأس افريقيا والعالم.
ان ما يؤلم حقا هو ان نرى بعض ابناء جلدتنا يصدقون ما يقال، ويساهمون عن غير قصد في حملات التشويه التي تستهدف وطنهم. رسالتي لهم واضحة: راجعوا سلوككم، وكفوا عن التبخيس والسخرية، فكل انجاز مغربي هو انجاز لنا جميعا، وكل نجاح لشبابنا هو فخر لكل بيت مغربي.
اما اولئك الذين يكرهون المغرب ويهاجمونه ليل نهار، فهم لا يهموننا، ولا قيمة لتعليقاتهم. ما يهمنا هو ان نبقى نحن اوفياء لوطننا، متمسكين بوحدتنا، فخورين بانجازاتنا، ومؤمنين بان المغرب يسير بثقة نحو مستقبل افضل.
نريد مغربا قويا شامخا في كل المجالات: في الصحة والتعليم، في الصناعة والسياحة، وفي الرياضة ايضا. نريد مغربا يليق بابنائه، يجعلهم سعداء بانتمائهم اليه، واثقين بان وطنهم يستحق ان يدافعوا عنه لا ان يبخسوه.











