الحصاد24 / متابعة
أثار الملصق الإشهاري للبطولة العربية الثالثة لأندية الرماية بالنبال، المقررة من 30 نونبر إلى 6 دجنبر 2025 بالحمامات – تونس، موجة واسعة من الغضب والاحتجاج في الأوساط الرياضية المغربية، بعد أن ظهر المغرب في الخريطة المصاحبة للشعار مبتوراً من أقاليمه الجنوبية.
وكان نادي صقور أولاد حريز للقوس والسهم ببرشيد أول من فطن إلى هذا التجاوز الخطير، حيث بادر يوم الأحد 21 شتنبر 2025 إلى إصدار احتجاج رسمي موجّه إلى كل من الاتحاد العربي للرماية، الجامعة التونسية للرماية، والجهات المنظمة للبطولة. وقد تبنّى النادي موقفاً حازماً باعتبار أن الوحدة الترابية للمملكة المغربية خط أحمر لا يقبل المساس أو التشويه.
التحرك السريع للنادي لم يقتصر على المراسلة فحسب، بل حرص على نشر الخبر على نطاق واسع، مما أدى إلى تفاعل فوري من بعض الهيئات الدولية. وفي أقل من 24 ساعة، تلقى النادي جواباً من الاتحاد العربي للرماية يؤكد فيه أن الخريطة سيتم تصحيحها، وهو ما تم فعلاً، حيث تم تعديل النسخة اللاحقة من الملصق ليظهر المغرب كاملاً في حدوده المعترف بها.
ورغم ذلك، ظل الغضب سيد الموقف، خاصة بعد أن اعتبر عدد من الفاعلين الرياضيين أن ما جرى لم يكن خطأً فنياً بريئاً، بل استهدافاً واضحاً للوحدة الوطنية المغربية. وقد عبّرت جمعيات ونوادٍ مغربية للرماية عن استغرابها من صمت بعض المسؤولين الرياضيين بالمغرب، الذين لم يواكبوا الحدث بالجدية اللازمة، ولم يراسلوا الجهات المعنية إلا بعد أن بادرت النوادي والجمعيات بالتحرك.
ولعل ما زاد من حدة الاستياء هو أن المكتب الذي قدّم نفسه ممثلاً رسمياً للجامعة لم يكن يتوفر على الوضعية القانونية الكاملة، ما جعل موقفه هشّاً وغير مؤثر، في وقت كانت فيه الحاجة ماسّة إلى تدخل رسمي قوي وحاسم.
من جهتها، المنظمة الدولية لرواد الدبلوماسية الموازية وحقوق الإنسان، التي يوجد مقرها بمدينة السمارة بالصحراء المغربية ويرأسها ابن الأقاليم الجنوبية السيد السالك ابهاب، انخرطت في القضية منذ اللحظة الأولى، وراسلت بدورها الاتحاد الإفريقي للرماية بالنبال بشأن خطأ مماثل في إحدى البطولات القارية، مطالبة بتصحيح الخرائط المعتمدة واحترام سيادة الدول الأعضاء.
إن ما وقع يعكس مرة أخرى أن القضية الوطنية الأولى للمغاربة لا يمكن أن تخضع للمساومات أو التأويلات الفنية، وأن الرياضة مهما حملت من رسائل سلام وأخوة، لا يمكن أن تكون مبرراً للتلاعب بالرموز السيادية.
وعليه، فإن نادي صقور أولاد حريز، ومعه باقي الفاعلين الرياضيين والحقوقيين، يجددون التأكيد على:
1. رفض أي ملصق أو شعار لا يعكس الخريطة الكاملة للمغرب.
2. المطالبة باحترام الضوابط الدبلوماسية والإعلامية في جميع التظاهرات الرياضية العربية والإفريقية.
3. التنبيه إلى ضرورة اليقظة المستمرة، حتى لا تتكرر مثل هذه التجاوزات التي تمس بمشاعر المغاربة كافة.
فالرياضة جسر للتواصل بين الشعوب، لكنها لا يمكن أن تكون أبداً مدخلاً لتشويه الحقائق التاريخية والجغرافية أو للتطاول على سيادة الدول.
ط