الحصاد 24

مهرجان المدينة بعيون صحافي ،فنان وفاعل جمعوي

alt=

إدريس طيطي

اليوم، اتكلم بصفتي ادريس طبطي الصحافي والفاعل الجمعوي ابن القنيطرة والفنان ، منفصلا عن الستيني الذي تركته مع حكاياته وسروده في انتظار جزءه الثاني لقد وجدتني هذه المرة وسط هدنة من نوع اخر هدنة تسمح لي ان اروي عن مدينتي ومهرجانها لا عن وجع الاخرين

بوصفي الصحافي بدأت الحكاية من قلب الميدان نقلت تفاصيل المهرجان بصدق الجمهور الذي حج بأعداد غفيرة الفنانين الذين ابدعوا فوق الخشبة والاجواء التي ملأت الفضاءات فرحا وحياة كان التنظيم محكما في ظرف وجيز اشبه بسرعة البرق بفضل تدخل عامل القنيطرة مشكورا لتربح المدينة مهرجانا يليق بها مهرجانا ان استمر كل سنة حسم به الامر

لكن مثل غيري من الصحافيين لم اسلم من السهام وقد نلت نصيبي من السب والقذف والشتم كما نال كل من غطى المهرجان ونقل الصورة من مكانه لم اكن وحدي في مرمى الهجوم فالصحافة كلها استهدفت حتى ممن لا يملكون في بروفايلاتهم اسما ولا صورة ومع ذلك نصبوا انفسهم مناضلين افتراضيين هذه ضريبة المهنة حين تجرؤ على نقل الحقيقة من قلب الحدث

اما بوصفي فاعلا جمعويا فقد رأيت في المهرجان اكثر من مجرد فقرات فنية كان جسرا للتواصل بين الناس واشعاعا ثقافيا يكمل ما تحتاجه المدينة من بنية تحتية ومع ذلك نحن كفاعلين جمعويين وكاساتنا من مدينة القنيطرة نريد ان نرى البنية التحتية تتحقق ونريد ان نعمق الثقافة والفن بشكل مستدام يجب ان يكون واضحا ان الميزانية التي تصرف في المهرجانات هي جزء من ميزانية الثقافة والرياضة ومخصصة اساسا لتنشيط المدن بالمهرجانات على صعيد المملكة وليست مخصصة للبنية التحتية او مشاريع اخرى بالمدينة فمن يعتقد ان هذه الاموال كان الاولي ان تصرف في المدينة والبنية التحتية فهو مخطئ النقد وارد وضروري نعم لكن جلد كل شيء وتصفير المجهود الجماعي لا يخدم القنيطرة ولا يخدم ساكنتها

كما رأينا المهرجان منفتحا على التراث اللامادي للمنطقة من خلال فقرات الهيت التي اظهرت خصوصية المجتمع الغرباوي واصالة مدينتنا وهو جانب ثقافي مهم يعكس هويتنا المحلية ويضيف قيمة فنية وحضارية للمدينة

ولا يفوتني هنا التطرق الى مسألة النقد فلكل متابع او ناقد الحق في التعبير عن رأيه سواء تعلق الامر بسلوك فنان او باختيار فقرة معينة فمثلا بعض الجمهور انتقد حضور طوطو معتبرين انه كان يمكن الا يستدعى ومن حقهم ذلك ومن حقهم ان لا يحضروا عروضه كذلك من حق اي فاعل جمعوي او فنان ان يتحدث عن هذا الموضوع ويناقش محتواه المهم ان يكون النقد بادب واخلاق واحترام لان المهرجان ليس فقرة واحدة بل سلسلة متكاملة من الفقرات المحلية والوطنية التي امتعت الجمهور واضفت الوانا من الفرح والثقافة على المدينة

وبصفتي فنانا التقطت اللمسة التي لا يخطئها القلب تجاوب الجمهور مع الفرق الوطنية والمحلية ارتسام البسمات وتلك اللحظات النادرة التي يلتقي فيها الناس على ايقاع الفن قد تكون هناك ملاحظات على بعض الفقرات او السلوكيات لكن ذلك لا يمحو اللمسة الفنية التي حضرت بقوة في اجواء المهرجان

انا هنا لا اكتب كستيني في مدينة البؤساء بل كادريس الذي يشهد ان الفن والثقافة جزء من نبض المدينة هدنة مؤقتة نعم لكنها تكشف ان خلف الضجيج والسب والقذف هناك دوما فسحة للحياة للفرح وللأمل

Exit mobile version