ادريس طيطي
في الآونة الأخيرة، أصبحنا نشهد ممارسات إعلامية تتعلق بالبحث عن الحالات العفوية للأشخاص أمام الكاميرا والميكروفون، حيث يُمنح البعض فرصة التعبير فتظهر عليهم علامات الارتباك ويخرجون بكلام لا علاقة له بالموضوع. في هذه اللحظات العفوية، تتحمل الوسيلة الإعلامية مسؤولية نقل الصورة والأحداث، وليس الشخص نفسه.
المشكلة الحقيقية تكمن في من يسعى لاستغلال هذه العفوية، بحثا عن التعابير المضحكة أو الغريبة التي يمكن أن تُحدث ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تُصبح حديث الرأي العام، وكأن الهدف هو الإثارة فقط. هذا السلوك يتعارض مع مبادئ الصحافة الأخلاقية ويحول الشخص إلى ضحية، خاصة إذا كان مبتدئا أو خجولا أو غير معتاد على الكاميرا.
وقد لوحظت هذه الممارسات في عدة أماكن، من الأسواق إلى الامتحانات وحتى بين الأطفال والمراهقين. الهدف ليس نقل الحقيقة أو الخبر، بل البحث عن لحظة يمكن أن تُسخر أو تُضحك على الشخص أو تسيء له، ما قد يؤدي أحيانا إلى المساءلة القانونية أو تشويه صورته أمام الجمهور.
الصحافة المهنية تقوم على احترام الأشخاص وحقوقهم وعدم اصطيادهم أو تعريضهم للسخرية. هناك ضرورة لإعادة النظر في هذا النهج الذي يضر بالمجتمع ويعري صورة المغاربة أمام الآخرين، سواء كانوا أطفالا أو شبابا أو مثقفين. المونتاج والتنقيح يجب أن يكونا أدوات لحماية المصداقية والاحترام، بحيث تظل المعلومة حاضرة دون استغلال الناس أو استهدافهم للتسلية أو الإثارة.
إن احترام أخلاقيات المهنة لا يعني تقييد العمل الصحافي، بل يعزز المصداقية والثقة بين الإعلام والمجتمع، ويؤكد أن الهدف من الصحافة هو نقل الحقيقة، لا اصطياد التعابير العفوية وتحويل الأشخاص إلى ضحايا للترند.











