ألهذه الدرجة يخنقهم اسم المغرب!!!!

ادارة النشر17 أكتوبر 2025آخر تحديث :
ألهذه الدرجة يخنقهم اسم المغرب!!!!

إدريس طيطي
وأنت تتصفح المواقع وتتابع ما يكتب عن هذا الإنجاز الكروي الكبير الذي حققه المغرب، تكتشف أن صورة الوطن تجاوزت حدود الملاعب. فكما تألق المنتخب المغربي فوق العشب الأخضر، أبدعت الدبلوماسية المغربية في الدفاع عن قضية الصحراء الوطنية بثبات واقتدار. تجد دولا كثيرة تشاركنا الفرح، تشيد بما حققه المغرب وتؤيد مواقفه في قضية وحدته الترابية. فرحة تمتد من إفريقيا إلى الخليج، ومن أوروبا إلى أقصى آسيا، حيث يحتفى بالمغرب كبلد صاعد بثقة، يربط بين الرياضة والدبلوماسية، بين المجد الكروي والرصانة السياسية.

لكن المفاجأة تأتي حين تصطدم بما تكتبه بعض وسائل الإعلام الجزائرية، التي لا تجد في نجاح المغرب سوى فرصة للبخس والتحريض. لا حديث هناك إلا عن التشكيك، لا خطاب سوى خطاب الكراهية والحسد. إعلام يتصيد لحظات فرح المغاربة ليحوّلها إلى مادة استفزازية، وحكومة لا تمل من حشر أنفها في كل شأن مغربي، كبيرا كان أم صغيرا. فقد تحولت الدبلوماسية الجزائرية إلى أداة لعرقلة كل ما يحقق للمغرب إشعاعا أو نجاحا، سواء في الميدان الرياضي أو في الدفاع عن صحرائه. فبدل أن تنشغل بخدمة شعبها، تنفق جهدها في بث سمومها داخل المنابر الدولية، محاوِلة جر المغرب إلى معارك جانبية، وإرباك مسيرته التنموية والدبلوماسية.

ولم يقف الأمر عند حدود السياسة، بل امتد إلى الإعلام ومواقع التواصل، حيث تجد محللين ومؤثرين ينهلون من نفس النغمة العدائية، يهاجمون المغرب في كل مناسبة، ويسخرون من انتصاراته، وكأن هناك تعبئة شاملة تشترك فيها الحكومة والإعلام وحتى بعض الفيسبوكيين المأجورين، في حملة متواصلة هدفها التقليل من شأن كل إنجاز مغربي. تتساءل عندها: ماذا زرعوا في عقول أجيالهم حتى أصبح الحقد على المغرب جزءا من الخطاب اليومي؟ ماذا لقنوهم في مدارسهم؟ وأي كراهية غذوها في وجدانهم حتى صارت الفرحات المغربية تثير فيهم الغيظ لا الإعجاب؟

فبدل أن تفرح الجارة كما تفرح بقية الدول، اختارت أن تزرع الفتنة وتؤجج العداء. تراهم يغذون حملات المقاطعة ويدعون إلى الكراهية، متناسين أن كرة القدم تجمع الشعوب ولا تفرقها، وأن المجد الرياضي شرف للأمة كلها. بينما هم يحتفلون بهستيريا لمجرد فوز على منتخب متواضع، يستهينون بإنجازات المغرب الذي بلغ العالمية وشرّف القارة.

أتعرفون ما معنى أن تُنظم كأس إفريقيا أو كأس العالم في المغرب؟ إنه شرف لكل إفريقيا، لأنه يعني أن العالم سيكتشف ثقافة هذا البلد العريق، وفنه، وتراثه ومستواه التنظيمي، وبنيته التحتية التي أصبحت مثار إعجاب دولي. المغرب لا يرفع فقط راية رياضية، بل يقدم صورة حضارية لوطن يعرف كيف يجمع بين الأصالة والتطور.

في المقابل، يزداد حقد الجار. فبينما تشيد مصر بالمغاربة وتفرح لنا كأننا منها، وتغمرنا التهاني من دول الخليج وإفريقيا وأوروبا، تبقى الجزائر الاستثناء الوحيد؛ لا ترى في نجاح المغرب إلا خسارتها هي، ولا تحتمل أن يسطع نجمنا في سماء القارة.

أي جار هذا ابتلينا به… لا يفرح لفرحنا، ولا يهنأ لنا بإنجاز. ومع ذلك، يبقى المغرب ماضيا في طريقه، يصنع مجده بعمله، لا بضجيج الآخرين، ويترك للتاريخ أن ينصف من بنى ومن حطم، ومن أحب وطنه ومن ملأ قلبه بالحقد عليه

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة